من يطفئ فتنة الأسير
د.نسيب حطيط
يتجول(الأسير) حاملا نار الفتنة لإشعال لبنان وإحراق المقاومة وإرباكها تحضيرا للغزو الإسرائيلي الجديد، وتحضير الساحة للقاعدة والتكفيريين .
يلهو(الأسير)على دراجته وفي باصاته ويتنقل بين البندقية البلاستيكية التي لم يفهم لغتها الإنكليزية وحاول إشعال الفتنة عبرها فلم ينجح، فإنتقل إلى بندقية حقيقية لتحقيق هدف وإنتصار موهوم مستفيدا من رعاية بعض التيارات له ليقول عنها ما تعجز عنه ،مقابل الظهور الإعلامي وبعض العطاءات المادية ،تمنع بعض القوى الأمنية ويتساهل بعضها معه لحدود(الدلع)والإسترضاء على حساب الدولة وكرامات ومصالح الناس.
يكيل الأسير الشتائم والإتهامات ويقطع طريق الجنوب ويستبيح الأماكن العامة يصدر أوامره بمنع رفع رايات عاشوراء ،ليحدد ما هو مسموح وغير مسموح وكأنه(الحاكم العسكري)لإمارة صيدا وجوارها ويحدد من يسكن قربه وفق طائفته ، يهدد القيادات ويشتم المرجعيات ومن يسمع تهديداته دون أن يراه ،يظن أنه قوة عظمى إذا قالت فعلت وإذا فعلت أبادت خصومها وفي الحقيقة هو(مكبر صوت) للأصوات الخائفة والتابعة لمشاريع التآمر على المقاومة والعيش المشترك.
إن قيادات المقاومة والطائفة الشيعية تضبط جمهورها وأهلها منعا للفتنة ويصبرون على الأفعال والتهديدات البهلوانية والصبيانية للأسير ومشغليه ،ولكن الخوف إما أن يصطاده من إستأجره ويموله فيتخلص منه ويجعله وقودا للفتنة بإتهام خصومه الذين صبروا وسكتوا ، أو أن يقوم البعض بشكل إنفعالي أو عرضي بالتصدي له دفاعا عن نفسه عند قطع طريق أو ما شابه فتشتعل الفتنة التي يتم التحضير لها من عرسال إلى الهرمل إلى عكار إلى طرابلس فبيروت.
السكوت عن بهلوانيات الأسير جريمة وتواطؤ، والتأخر عن معالجة هذه الظاهرة ستصيب الجميع بالضرر وعلى الدولة أن تتحرك لقمع تجاوازاته ، فإذا تمنعت وتقاعست فإنها تفسح المجال أمام غيرها لمعالجة هذه الظاهرة بالأسلوب الذي ينفع معها ويمنعها من التمادي بالتطاول على الكرامات ومصالح الناس.
إن ضرر الأسير أصاب صيدا وتجارتها وإقتصادها و نسيجها الإجتماعي وأسواقها ومصالحها أصيبت بالخسارة منذ ظهور الأسير ومشاكله المتنقلة.
الأسير ومشغليه يريدون تصفية الوجود الشيعي من صيدا ويبدأ المشوار بإعلان الحرب على سلاح المقاومة وعلى حزبها وبعدها على حلفاءها، وصار سكن بعض الطلاب ممنوعا في إمارة(الأسير)و السلاح المقاوم ممنوعا وإقامة المؤيدين للمقاومة أوالمنتمين لمذهبها ممنوعا والمرور ممنوعا، إنه إعلان حرب بالنيابة عن إسرائيل قصدوا ذلك أم لم يقصدوا ،والتعامل معهم سيكون على هذا الأساس، وللتاريخ ونأسف أن نكتب هذا ولكن تقاعس الدولة وأجهزتها ،يجبرنا لقول ما لا نريده ولتوضيح ما نسيه الآخرون فالشيعة في صيدا قبل أن يولد الأسير ومن معه ،ويعلم الجميع أن صيدا مدينة المقاومة ولا وجود لمصطلح(الشيعة والسنة)في قاموسها ولم تعرف يوما هذا الصراع المشبوه.
ونطالب الأخوة من الطائفة السنية للتصدي لهذا المشروع قبل غيرهم ونسأل ...وهل وصلت الطائفة السنية إلى أن ينطق بإسمها (الأسير ) وهي الرائدة بالعمل القومي والوطني ،وننصح الذين يدعموه ويستعملوه مع جند الشام او مسلحي عرسال والشمال أن يستيقظوا حتى لاينقلب عليهم كما انقلبت جبهة النصرة على المعارضة السورية ،إنها إهانة للطائفة وللسياسة وللقانون في لبنان ، فالأسير هو الإسم الحركي وفرقة الإستطلاع لللقاعدة والتكفيريين والقوى المتربصة بالمقاومة .
نداؤنا إلى أهلنا ...الصبر والوعي لوأد الفتنة التي يريدونها لإرباك المقاومة تحضيرا للغزو الإسرائيلي ونداؤنا للدولة وأجهزتها التحرك الفاعل لإنهاء هذه المسرحية.
ونداؤنا للأخوة في الطائفة السنية لإصدار موقف واضح من هذا المشروع الفتنة الذي سيصيب الجميع ويشوه صورة الوطنيين من أهل السنة البعيدين عن المذهبية، ونقول لمن يرعاه ويموله ،إياكم واللعب بالنار التي ستحرق أصابع الجميع ...وإن للصبر حدودا ويمكن أن ينهي الهزل ويبدأ الجد ....لإنقاذ لبنان وأهله.
بيروت في 25/2/2013 سياسي لبناني*